تويوتا العراق وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يقودان تجديد الموصل

في أعقاب عقود من الصراع، تنهض مدينة الموصل، إحدى أعرق مدن العراق، من تحت الرماد وتبدأ رحلتها نحو التعافي. وفي قلب هذا التحوّل، تقف شراكة رائدة تجمع بين تويوتا العراق وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، بهدف إعادة تشكيل مستقبل المدينة. يُعد مشروع “قرية اليابان”، وهو مبادرة كبرى ممولة من حكومة اليابان، جزءًا من الخطة الرئيسية لإعادة إعمار الموصل، ولا يقتصر فقط على معالجة البنية التحتية، بل يشمل أيضًا حلولًا للبناء المستدام والتكيّف المناخي للعائلات النازحة والمجتمعات المهمّشة، مما يُسهم في تعافي المدينة على المدى الطويل.

يهدف هذا المشروع إلى تأمين مستقبل أفضل لحوالي 9,000 من سكان المدينة، من خلال توفير مساكن وخدمات بنية تحتية أساسية، مثل إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية والمساحات المجتمعية متعددة الاستخدامات. وبفضل التزام تويوتا العراق بالتنقل المستدام وخبرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في مجال التنمية الحضرية، يُعتبر المشروع نموذجًا مضيئًا للتعاون الفعّال بين القطاع الخاص والحكومة والمنظمات الدولية في إعادة إعمار مدينة دمّرتها الحروب، ووضعها على طريق أكثر استدامة وشمولًا.

بينما تعمل العراق على إعادة البناء بعد سنوات من الحرب، برز برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية كشريك رئيسي في إحداث التغيير ودفع حلول حضرية مستدامة للمجتمعات المتأثرة بالصراع. وتتمحور مهمته حول التكيّف المناخي، والتعافي من الكوارث، وتحقيق الشمول الاجتماعى، وهي جميعها عناصر حيوية لتعافي العراق على المدى البعيد. وفي مدن مثل الموصل، لعب البرنامج دورًا أساسيًا في إعادة بناء المجتمعات، مع ضمان أن تكون آمنة، مستدامة، ومصممة لتلبية احتياجات السكان. كما يتعاون مع السلطات المحلية والشركاء الدوليين لإدماج حلول الطاقة المتجددة، مثل إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية، ضمن عملية إعادة الإعمار.

تواصل تويوتا العراق التزامها بدعم جهود التعافي في البلاد من خلال مبادرات تمكّن المجتمعات المحلية وتعزز التنمية المستدامة. ومعروفة بتركيزها على التنقل الأخضر والمسؤولية الاجتماعية، تتمتع تويوتا العراق بسجل حافل من المشاريع التي تدمج بين الحفاظ على البيئة ودعم المجتمع المحلي، من التعليم إلى حماية البيئة.

عند سؤالها عن كيفية انسجام مشروع قرية اليابان مع أهداف تويوتا العراق طويلة الأمد في مجال المسؤولية الاجتماعية، قالت زينب محمد، منسقة الإعلام في تويوتا العراق، في حديثها إلى وكالة أنباء العراق الدولية: تويوتا العراق فخورة بالمساهمة في هذه المبادرة المهمة، التي تهدف إلى توفير حل مستدام من خلال الإنارة الشمسية لضمان السلامة، خصوصًا للنساء والأطفال، في حين يشجّع الملعب الرياضي على ممارسة الأنشطة الصحية والتفاعل المجتمعي. الفكرة الأساسية هي إسعاد الناس ومنحهم شعورًا بالأمان.”

وهذا ينسجم مع الرسالة الأوسع لتويوتا الهادفة إلى إنشاء بيئات مستدامة وآمنة وشاملة في جميع أنحاء العراق. من خلال إدخال بنية تحتية تعمل بالطاقة الشمسية ومساحات متعددة الاستخدامات، تلعب تويوتا العراق دورًا محوريًا في إعادة إعمار الموصل والمساهمة في انتقال المدينة نحو مستقبل أكثر خضرة واستدامة.

معًا، تُشكّل تويوتا العراق وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية شراكة فريدة تجمع بين الخبرة الدولية والمعرفة المحلية، لتقديم حلول متكاملة تشمل البنية التحتية المستدامة، وتعافي المجتمعات، وتعزيز الشمول الاجتماعي. ويُعد مشروع قرية اليابان مثالًا حيًا على قوة التعاون عندما يُسخّر لخدمة التنمية المستدامة.

يشمل المشروع تركيب 32 عمود إنارة يعمل بالطاقة الشمسية، مما يعزز الأمن ويدعم الاستدامة البيئية، إلى جانب إنشاء ملعب رياضي متعدد الاستخدامات يُشجّع على التفاعل المجتمعي وممارسة الأنشطة الصحية. كما تساهم هذه الجهود في تحسين ظروف المعيشة والأمان لما يقارب 9,000 من سكان الموصل.

أوضح السيد تاداشي تانيموتو، الرئيس التنفيذي لتويوتا العراق، أن أعمدة الإنارة الشمسية، خاصة في المناطق السكنية، تعزز الشعور بالأمان، لا سيما بالنسبة للنساء والأطفال. وأضافت زينب محمد، منسقة الإعلام في تويوتا العراق، أن “دعم الرفاه الاجتماعي يبقى هدفًا مستمرًا لتويوتا العراق”، مما يُعزز من دور الشركة في دعم المجتمعات العراقية.

في الوقت الذي يُعتبر فيه مشروع قرية اليابان في الموصل خطوة كبيرة إلى الأمام، هناك أمل أن تستمر مثل هذه المبادرات التحويلية وتتوسع إلى مناطق أخرى من العراق، لاسيّما في المناطق التي تضررت من الصراعات وتحتاج إلى بنية تحتية مستدامة وجهود مجتمعية شاملة.

إن مشروع قرية اليابان ليس مجرد مبادرة منفردة، بل يعكس توجهًا متزايدًا نحو شراكات فعالة بين القطاع الخاص والمنظمات الدولية في دعم التنمية المستدامة والتعافي ما بعد النزاع. ويُعد التعاون بين تويوتا العراق وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية نموذجًا رائدًا لكيفية مساهمة الشركات ليس فقط في البنية التحتية، بل أيضًا في تحسين حياة الناس، وتعزيز الشمول الاجتماعي، وبناء مستقبل أكثر استدامة للعراق.

ومع تقدّم المشروع، يأمل القائمون عليه أن يكون مصدر إلهام لمبادرات مماثلة في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في المناطق التي لا تزال تتعافى من آثار الصراع. ومن خلال التركيز على الطاقة المتجددة ورفاه المجتمع، لا يُعد مشروع قرية اليابان مجرد مشروع تطويري، بل هو نموذج يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس، ويُمهّد الطريق نحو عراق أكثر خضرة وإنصافًا.

 

Back to top button